أرشيف

مهرجان القصة : ” معويلة يا ابن العم معويلة”

صباح السبت الماضي كان المركز الثقافي بالعاصمة اليمنية صنعاء يحتضن افتتاح المهرجان الرابع للقصة والرواية بمشاركة عربية ومحلية قيل أنها زادت عن الـ 200 قاص.

وخارج قاعة الافتتاح كان الأديب والصحفي والقاص الكبير / محمد المساح يسير كالمعتاد بتلقائيته وفطرته القروية وحبذا أن يكون هناك يزامل أجيالاً جديدة وقديمة تقول أنها تكتب القصة ..

محمد المساح يقول عنه كتاب قصة أنه من أوائل كتاب القصة الحديثة في اليمن ومن أبرز من عرفهم السرد اليمني .. لكن المنظمين للمهرجان في وزارة الثقافة وما يسمى نادي القصة اكتفوا فقط بدعوة حضور تخبر المساح أن هناك مهرجان يقام للقصة وعليه أن يأتي لحضور حفل افتتاح هذا المهرجان..

حضر المساح كعادته دائماً في حضور مهرجانات القصة ووجد نفسه ملغياً من المشاركة في المهرجان – مثل كل مرة – وكأن لا علاقة له بالقصة أو كأن المنظمين للمهرجان يرون أنه غير جدير بالمشاركة.

سألت المساح عن سبب استبعاده لأكثر من مرة فرد بعفوية " معويلة يا ابن العم معويلة".

المساح لم يكن بالطبع وحده من سقط سهواً – كما يبرر دائما- من قوائم المشاركة لكن أسماء قصصية يمنية بارزة كالقاص والصحفي / صالح الدحان والقاص والناقد عبد الله علوان وغيرها هي الأخرى أراد لها المنظمون أن تدخل دائرة النسيان مبكراً.

والحقيقة لا أدري تماماً هل يعرف وزير الثقافة محمد المفلحي الذي وضع اسمه في برشور مصاحب للمهرجان رئيساً للجنة التحضيرية وكذلك وكيل وزارته ونائبه في اللجنة هشام علي المقطري إلى جانب عضو اللجنة الذي يعرف جميع المشاركين أنه الرئيس الفعلي للجنة التحضيرية محمد الغربي عمران .. هل يعرفوا أن صالح الدحان ومحمد المساح وعبد الله علوان هم كتاب قصة وبدءوا كتابة القصة قبل سكرتيرة أحدهم في مكتبه الحكومي والتي شاركت كقاصة وكمديرة لجلسات القراءة .. أم أن لهم رأيهم بأن هؤلاء وغيرهم غير جديرين بالمشاركة في مهرجان اعتقدوا سلفاً أنهم نخبته.

المساح حسب علمي والدحان وعلوان ليسوا بحاجة إلى اعتراف هزلي في مثل هكذا مهرجان ليستمروا في الحياة كما أنهم ليسوا بحاجة إلى حقيبة حشر فيه برشور دعائي لنادي قصة يرأس لجنته التحضيرية وكيل أمانة العاصمة وعضو الأمانة العامة لاتحاد الأدباء محمد الغربي عمران منذ أكثر من 8 سنوات دون أن يعقد مؤتمره.

 كما أنهم ليسوا بحاجة إلى كتاب طبعه اتحاد الأدباء خارج ميزانية المهرجان بالطبع ولم يخلو من دراسات مسروقة لمشاركين فضلت اللجنة التحضيرية أن يكونوا زينة هذا المهرجان.

استبعاد مجموعة بارزة من كتاب القصة اليمنية حسب مصدر في اللجنة التحضيرية كان فردياً ولم يكن استبعادهم جمعياً وجاء حسب تأكيده وفقاً لوجهة نظر حزبية أراد بعض الأعضاء أن يضفوها على صبغة المهرجان.

المهرجان الذي صرف عليه ما يساوي عشرين مليوناً نصفها بالطبع كانت دعماً رئاسياً لتنفيذ المهرجان مناصفة بين اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وبين وزارة الثقافة ضمن تنفيذ مصفوفة برنامج الرئيس الانتخابي.. لكن الوزارة خالفت التوجيهات الرئاسية واستقدمت نادي القصة- الذي يرى عدد كبير من المشاركين أنه غير شرعي ولا يمثلهم – لمساعدتها في تنفيذ المعجزة.

استبعد اتحاد الأدباء من المشاركة في التنظيم مثلما استبعد كتاب القصة رغم أنه تحمل تكاليف طباعة الكتاب الذي يضم أوراق المشاركين بما يساوي نصف مليون ريال، ولا بأس أن يتم في اللحظة الأخيرة استدعاء أمينه العام لإلقاء كلمة في الافتتاح .. المهم أن يكون هناك مهرجان يعيد لجنته التحضيرية إلى واجهة الضوء خاصة مع الانتخابات القادمة التي يترقبها الأدباء في اتحادهم.

 بعض المشاركين غادروا المهرجان مبكراً وعادوا إلى محافظاتهم خائبين والسبب أنهم لم يجدوا مهرجاناً للقصة بقدر ما كان غوغائية وعبث وصرف ميزانية بعيداً عن الفائدة المتوخاة من إقامة مثل هكذا مهرجان.

البعض الآخر رفض المشاركة في الفعاليات والأمسيات القصصية نتيجة ما أسموه بكلفتة اللجنة التحضيرية وإقامتها لأكثر من أمسية في وقت واحد وحشر المشاركين الأصليين والمتطفلين أصحاب الوساطات والعلاقات مع أعضاء اللجنة في القراءات القصصية التي بلغت في اليوم الأول فقط أكثر من 60 قراءة في جلستين.

ضغط البرنامج وفق مصدر في وزارة الثقافة وحشر الجلسات وتداخلها مع بعض في وقت واحد مراجعه توفير ما يمكن توفيره من الميزانية ليستفيد منها أعضاء اللجنة الذين يضاف إليهم مدير مكتب الوزير معاذ الشهابي ومدير العلاقات العامة بالوزارة عائد الشوافي وعبد الرحمن الصلوي الموظف الإداري في الوزارة إلى جانب شلة نادي القصة المقربة من وكيل أمانة العاصمة (زيد الفقيه وصالح البيضاني ومنير طلال) الذين لهم قصص أخرى في التنظيم والتحضير السري لمهرجان علني افتتحه رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور.

في اليوم الثاني للمهرجان شوهدت القاعات المخصصة للفعاليات فارغة إلا من بعض المشاركين فيها أما الحضور والمدعوين ففضلوا ساحة المركز للمجابرة خارج أجواء المهرجان.

أرجع بعض الحاضرين المسألة إلى سوء التنظيم والإعداد والترتيب والبعض حمل وزارة الثقافة مسئولية تشويه الصورة لكتاب القصة الحقيقية عبر هذا المهرجان الذي فقد قيمته الأدبية قبل بدئه .. إضافة إلى هزالة وضعف بعض النصوص المقروءة التي قدمها فصلها أصحابها لتكون سبباً في إنزعاج بعض النقاد والمشاركين العرب.

البعض أطلق على المهرجان "مهرجان ذمار للقصة" لكثرة المشاركين منها سواءً كانوا كتاب قصة أو غير ذلك والبعض أطلق عليه " مهرجان الغربي" نظراً لطغيان شخصية الغربي عمران على تسيير أمور المهرجان وفق مزاجه أما البعض الآخر فلم ينظر إلا المهرجان سوى أنه دعاية مبكرة فضل الغربي عمران أن تبدأ منه ليتمكن من العودة إلى الأمانة العامة للاتحاد في الانتخابات القادمة.

الآن يبقى السؤال ملحاً لدى كل من حضر المهرجان سواء كان مشاركاً أو مدعواً أو متفرجاً أو حتى عضواً في اللجنة التحضيرية .. هل كان هناك فعلاً مهرجاناً للقصة .. أم أن الأمر كان مزحة ثقيلة أرادت وزارة الثقافة وما يسمى بنادي القصة أن يمزحوها مع الأدباء والمثقفين.

نتمنى أن يكون الأمر مزحة حتى لا نفقد بعض الاحترام لأنفسنا وللثقافة في هذا البلد أما لو كان الأمر جدياً وأصرت اللجنة التحضيرية على أنها بالفعل أقامت مهرجاناً للقصة فعليها أن تثبت ذلك وأن لا تأخذها العزة بالأثم وعلينا أن نقيم مأدبة للبكاء ونصلي صلاة جماعية على الميت الغائب .

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى